top of page
  • Instagram
  • Facebook
  • Youtube
  • ICESCO

في مديح الاكتئاب، فيرجينيا وولف نموذجا


Réseau International Des Chaires ICESCO Pensée, Patrimoine, Lettres Et Arts

GROUPE DE RECHERCHE SUR " LA PENSÉE ET LA CRÉATIVITÉ DES FEMMES DANS LE MONDE ISLAMIQUE "


Fatma Ben Mahmoud









فاطمة بن محمود


شاعرة وكاتبة تونسية





← السيرة الذاتية :

فاطمة بن محمود شاعرة وكاتبة تونسية. لها عضوية بالعديد من الهياكل الأدبية على صعيد وطني مغاربي وافريقي. أصدرت العديد من الأعمال في أجناس أدبية مختلفة كما ترجمت لها نصوص إلى لغات متعددة وصدر عنها كتابان في اللغتين الفرنسية والفارسية. كتب عنها مقالات ومقاربات نقدية صدر بعضها في كتب مشتركة وصدر عنها كتابان.



تقديم :


تتمحور أطروحة المقال على التأكيد أن الشغف بالحياة والإيمان بها هو الدافع للكتابة والمُحفز على الابداع، وفي حالة فيرجينيا وولف تحديدا يمكن اعتماد هذا القول، وهذا يعني تقويض الأطروحة السائدة بشأنها من أن الاكتئاب هو الذي أجهز عليها، وفي هذا نوع من التسرّع الذي يجد مبررا له العلاقة الشائعة بين الاكتئاب والانتحار.

 

ولدت فيرجينيا وولف في 25 جانفي 1882 في إحدى أهم العائلات الأرستقراطية في انقلترا، أبوها ليزلي ستيفن كان أحد أهم الوجوه الثقافية البارزة والمؤثرة في البلاد، بدأ حياته في جامعة كامبريدج، جعله هذا يختلط بالأوساط الأكاديمية العليا بل ويكون فاعلا فيها بوصفه ناقدا أدبيا فاعلا ومؤرخا بارزا، له اصدارات عديدة مهمة في الأدب والفلسفة من بينها:

  • قاموس السيرة الوطنية

  • التفكير الانقليزي في القرن الثامن عشر

  • ساعات في المكتبة…

 

أبرز ما يميز تفكير ليزلي ستيفن جرأته في التخلص من أفكاره الدينية وتبني رؤية تحررية تُمجّد الحياة وتُعلي شأن الإنسان.

وبصفته محررا في إحدى أهم المجلات وهي "مجلة كورنهيل" فقد كان له دور ايجابي كبير على جيل كامل من المبدعين في مختلف المجالات الأدبية والتشكيلية مثل توماس هاردي وروبرت لويس ستيفانسن ...

 

أما والدة فيرجينيا وولف وهي السيدة جوليا جاكسون داكورث فقد كانت تنتمي إلى إحدى العائلات المرموقة والمنفتحة على التيارات الأدبية والفنية وهذا ما جعل الفتاة جوليا موضوع فني للعديد من اللوحات الشخصية (البورتريهات) التي رسمها أشهر الرسامين في زمنها (1)

 

1/ منابت الاكتئاب أو الجروح الثلاث لدى فيرجينيا وولف:

 

أ/ الجرح الأول: الوعي الذكوري وثقافة التمييز 

رغم الثقافة الواسعة التي تمتع بها والد فيرجينيا وتأثره بالتيارات الفلسفية التي دفعته لتبني أفكار جريئة، إلا أنه اختار تدريس ابنيه (أدريان وتوبي) بالمدارس الحكومية ليلتحقا بالجامعة بعد ذلك، بينما اكتفت ابنتاه (فيرجينيا وفينيسيا) بالتعليم المنزلي بالاعتماد على مكتبة العائلة الضخمة. يبدو أن هذا التمييز في معاملته لأبنائه قد أربك البنتين وخلّف ندبة عميقة في شخصيتيهما، خاصة فيرجينيا التي كانت تتوق للالتحاق بالجامعة. تحدثت فيرجينيا كثيراً عن الألم العميق الذي سبّبه لها والدها، مما جعلها تشعر بالاضطهاد والإهانة لعدم المساواة مع أخويها. كانت تشعر بالدونية والقهر في بيتها، وتؤلمها المكانة المتدنية للمرأة في المجتمع.

 يُعَد هذا الجرح الأول في كبريائها، ولهذا سنراها لاحقاً تنخرط في النضال النسوي في مجتمعها وتصبح من أهم الأصوات المدافعة عن حقوق المرأة في أوروبا.

 

ب/ الجرح الثاني: تحرّش المحارم 

تزوج الأب، ليزلي ستيفن، مرتين. كان له من زوجته الأخرى أبناء، من بينهم جيرالد الذي تحرّش بفيرجينيا، متجاهلاً قرابتها الشديدة بها بصفتها أخته غير الشقيقة. شكّل هذا التحرّش صدمة نفسية عميقة تحولت إلى جرح غائر ظلّت فيرجينيا تحمله منذ طفولتها. تؤكد الأبحاث العلمية أن الذكريات المؤلمة التي تحدث في الطفولة تظل ترافق الضحية وتساهم في التشوهات النفسية، وقد أشارت فيرجينيا إلى هذه الحادثة المؤلمة في حياتها أكثر من مرة.

 

ج/ الجرح الثالث: صدمات الموت 

كانت فيرجينا في أولى سنوات المراهقة عندما صُدمت بوفاة أمها، وشعرت بفقدان منطقة الأمان التي كانت تلجأ إليها. كان أبوها منشغلاً بحياته وعائلته الثانية، وأخواها منشغلين بدراستهما النظامية. وأمام تحرّش أخيها غير الشقيق، وجدت نفسها بعد فقدان أمها بلا سند حقيقي، تشعر بالوحدة والعجز والتهديد في حياتها. تكفلت أختها غير الشقيقة برعايتها، غير أنها توفيت هي بدورها. في تلك الفترة، أُصيب أبوها بمرض السرطان وأصبح ينتظر الموت على فراش المرض حتى وافته المنية عام 1904. وازداد الوضع مأساوية بوفاة أخيها ثوبي بعد ذلك بسنتين.

 

هكذا توالت الصدمات العنيفة وخلفّت جروحًا عميقة لدى فيرجينيا وولف، لتجد نفسها، في غياب أي سند معنوي، غارقة في الوحدة والعجز واليأس، وتتعرض لانهيارات نفسية حادة. شكّلت هذه الوضعية أرضًا خصبة لظهور الاكتئاب. وبحكم صغر سنها ومحدودية العلوم الطبية والوسائل الوقائية من الأمراض النفسية، تسلّل الاكتئاب إلى فيرجينيا وولف وسكن تدريجيا في أعماقها ليصبح رفيقها في الحياة.

 

2/ الاكتئاب والمجد الأدبي:

 

تشير العديد من الدراسات التي تناولت أدب فرجينيا وولف إلى أنها كانت تعاني من الاكتئاب الذي رافقها منذ مراهقتها، تراودها أحيانا نوبات نفسية حادة لكن لا يُذكر إطلاقا أن لها محاولات في الانتحار، بل نحتت فيرجينيا وولف لنفسها شخصية قوية وأصبحت امرأة مثقفة ومبدعة. لقد استفادت كثيرًا من مكتبة والدها الضخمة، وتمكنت من تنمية مواهبها وتطوير ذاتها، بل ونجحت في أن تكون شخصية مرموقة وكاتبة مُجددة وأديبة مشهورة يُشهد لها بالريادة في الأدب العالمي.

لنتفق على أن الاكتئاب، كاضطراب مزاجي، يترافق مع مشاعر الحزن والكآبة وفقدان الاهتمام بالأنشطة اليومية، وغياب الرغبة في الهوايات، والنفور من مباهج الحياة وغيرها. وأحيانًا ترافق المكتئب مشاعر سلبية تجاه الذات قد تُنمّي لديه، في الحالات الشديدة، ميولًا للانتحار، لكن يبدو أن فرجينيا وولف استطاعت التكيّف مع الاكتئاب عبر مرحلتين: الأولى عندما سايرته ولم تسمح له بالتمدد في حياتها أو بعرقلة مسيرتها الأدبية، ثم في مرحلة ثانية استطاعت السيطرة عليه وتحويله إلى مادة أدبية.

 

أ- في مرافقة الاكتئاب أو عندما يكون الإبداع ضرورة: 

كانت فيرجينيا وولف تعاني من الاكتئاب، لكن هذا لم يمنعها من عيش حياة اجتماعية ناجحة بصفتها امرأة تنتمي إلى الطبقة الأرستقراطية، أي أنها كانت تعيش حياة الرفاهية والبذخ، تحضر الحفلات وتنظمها في بيتها، ولديها العديد من الأصدقاء من الجنسين. كما حظيت بزوج مُحب يَكنّ لها الاحترام ويشجعها على الكتابة والنشر، ويرافقها في مشاريع الحياة المتعددة؛ فمن ذلك تأسيسهما لدار نشر. وقد تحدثت عنه في آخر رسالة كتبتها، واصفة إياه بالزوج الرائع واللطيف، واعترفت في مواضع عدة بأنها كانت سعيدة معه. بمعنى أن الاكتئاب الذي لازمها منذ مراهقتها لم يكن عائقاً أمام حياة اجتماعية ناجحة، وزواج سعيد، وإنجاز إبداعي جعلها من أهم الأسماء الأدبية في تاريخ الأدب، بل كانت رائدة ومجددة في عالم الرواية. ومن أهم إنجازاتها:

 

  • التجديد في الرواية عبر المساهمة في تأسيس "تيار الوعي"، حيث كانت من أوائل من كتب الرواية معتمدة تقنية التداعي الحر، والترابط بين الحاضر والماضي، والتداخل بين الوعي والحلم. وقد برعت وولف في ذلك خاصة في روايتها "السيدة دالاواي" التي صدرت عام 1925 وساهمت في شهرتها ومجدها الأدبي.

  • طورت الأسلوب الشعري في الكتابة الروائية، ويتجلى ذلك في توظيف المونولوغ كحوار داخلي للدخول في أعماق الشخصيات وتفكيك تركيبتها النفسية لفهم دوافعها ومواقفها وطريقة تفكيرها.

  • تميزت بقدرتها الكبيرة على توظيف الرواية لنقد المجتمع الذي تعيشه وكشف تركيبته المتناقضة، وخاصة فضح مواقفه من المرأة.

  • انتصرت لقضايا المرأة والدفاع عنها لتأسيس مكانة تليق بها كفرد له نفس الحقوق والواجبات، والدفاع بشكل خاص عن المرأة المبدعة بصفتها قادرة على الخلق والتميز في كافة المجالات الأدبية والفنية.

 

كل ذلك ساعد فيرجينيا وولف لتصبح احدى عمالقة الأدب ومن أكثر الشخصيات تأثيرًا في تاريخ الرواية، وساهمت في إلهام العديد من الروائيين الكبار مثل غابرييل غارسيا ماركيز، وتوني موريسون، ومايكل كانينغهام، وغيرهم.

 

يبدو أن الاكتئاب الذي عانت منه فيرجينيا وولف هو نفسه الذي يرافق العديد من المبدعين، ولم يمنعهم من الإضافة والتجديد. يمكن الإشارة إلى أن بعض المبدعين الذين يعانون من الاكتئاب يستغلون معاناتهم النفسية لتعزيز قدراتهم الإبداعية. لهذا، يُتداول أن الرسام النرويجي الشهير إدوارد مونك كان يوظف حالة الاكتئاب التي كان يعاني منها في لوحاته التشكيلية، وتُعَد لوحة "الصرخة" الشهيرة مثالاً لعمل فني يُعَبّر بدقة وعمق عن جانب من انفعالات الإنسان. (2)

 

الاكتئاب حالة نفسية مدمرة، لكنه في حالة وولف لم يكن عائقًا أمام إبداعها؛ أي أنه لم يقتل رغبتها في الحياة تمامًا ولم يؤثر على موهبتها في الكتابة. بل يمكن القول إنها - مثل الفنان العالمي مونك - استثمرته لتغوص في عمق الشخصيات الروائية التي تتناولها، واستطاعت بمهارة فائقة أن تُفكك تركيبتها النفسية المعقدة لفهم انفعالاتها وطريقة تفكيرها.

 

وهذا يؤكد أن فيرجينيا وولف، التي عانت الاكتئاب بكل ما فيه من تقلّبات مزاجية وحالات نفسية مُربكة، استطاعت أن تعيش حياتها كما يليق بمبدعة؛ لأن حاجتها للتعبير لم تكن مجرد ترف أو وجاهة، بل كانت ضرورة منبثقة من داخلها، تماماً كما قال فان غوغ: "أنا لا أؤمن بالفن الذي ليس نتيجة قهرية لحث الإنسان على فتح قلبه"، للتأكيد على أن الإبداع حاجة داخلية تجعله ضرورة ملحة للتعبير.

 

ب - في السيطرة على الاكتئاب أو فَنْ ترويض الاكتئاب: 

منذ طفولتها، حملت فيرجينيا وولف بذور الاكتئاب، وكانت الصدمات والجروح العميقة التي تعرضت لها أرضًا خصبة لنموه وترعرعه. ومع ذلك، يبدو أن تعلّق فيرجينيا بالحياة جعلها تسيطر على هذا الاكتئاب بل تُروّضه وتحوله إلى مادة للكتابة. ولهذا، كانت فيرجينيا تشير في العديد من رواياتها الأساسية إلى الاكتئاب وتفضح قدرته على تدمير الإنسان، كما استخدمته كأداة لنقد المجتمع.

في روايتها الأولى "رحلة الخروج"، يفيد لفظ "الرحلة" التنقل من مكان لآخر، كما يفيد لفظ "الخروج" الانتقال من الداخل إلى الخارج. ومن خلال عتبة العنوان، نلحظ رغبتها في الخروج من نطاق العائلة إلى العالم، والانتقال من ذات ضيّقة إلى فضاء رحب. لذا، يبدو أن رغبة فيرجينيا في الحياة كانت شديدة، وهو ما مكّنها من التحرّر داخل الكتابة. اللافت أن شخصية كلاريسا دالواي، بطلة رواية "رحلة الخروج"، هي نفسها التي تقدمها وولف في رواية "السيدة دالواي". تتحدث هذه الرواية عن امرأة تنتمي إلى عائلة ثرية في إنجلترا في الأربعينات، ويبدو أن شخصية السيدة دالواي تحمل أثراً من شخصية وولف الحقيقية. نجد أن أسلوب وولف في هذه الرواية يعتمد على الانتقال بين الماضي والحاضر، مما يبرز تقنية "الفلاش باك" التي تعيد السيدة دالواي إلى طفولتها، وخاصة مرحلة شبابها، لتستعيد ذكريات مهمة أَثّرت في شخصيتها. ثم تعود إلى الحاضر تستنطق حياتها وتطرح أسئلة عديدة حول اختياراتها الحياتية، كالبحث عن معنى الزواج ودور المبدع          ومكانة القيم...

تعكس هذه الأسئلة وعيها الحاد ورغبتها العميقة في البحث عن العلاقة الممكنة بين الواقع المادي والقيمة الإنسانية.

وفي هذه الرواية تحديدًا، تُروّض وولف الاكتئاب وتجعله أحد المواضيع المحورية، بل تكشف عن قدرته التدميرية عندما تدفع بالشخصية المُكتئبة، سبتيموس، إلى الانتحار. هذا الحدث يدفع البطلة، السيدة دالواي، إلى الدخول في دوامة مُربكة من القلق والحيرة، وتصل في النهاية إلى بعض الاستنتاجات، أهمها أن سبتيموس اختار الموت لإنقاذ حياته من مجتمع غير متوازن يحكمه النفاق الاجتماعي وبيئة لا تحترم القيم النبيلة. من خلال ذلك، تُوظف فرجينيا الاكتئاب لنقد الطبقة الأرستقراطية التي تعيش فيها، وما يسودها من نفاق وشجع وتنافس يقتل كل نقاء في الإنسان، مما يجعل الانتماء إلى هذه الطبقة، حسب رأيها، أحد أسباب تعاسة المرء، يشير السارد في الرواية إلى السيدة دالاواي "لقد شَعُرَت بصورة من الصور أنها شبيهة به، الشاب الذي قتل نفسه، شعرت بالسرور لأنه فعلها، رمى بالحياة بعيدا بينما هم يستمرون في العيش" (3).

 

كل مبدع يبث جزءًا من ذاته في أعماله، فهو لا يكتب من فراغ. لذا، قال هيمنغواي في أحد مقالاته: "جميع أفراد عائلتي مهمون جدًا بالنسبة إليّ، وجميعهم يظهرون بطريقة أو بأخرى في كتاباتي". وبما أن الأشخاص المحيطين بالروائي يمكن أن يتسرّبوا إلى نصوصه، فمن باب أَولى أن تتسرّب ذاته في كل ما يكتب. ولهذا ذهبت العديد من الدراسات إلى أن رواية "السيدة دالاواي" تحتوي على الكثير من شخصية وولف، حيث حوّلت بمهارة الاكتئاب إلى تيمة أدبية استغلتها لتقديم آرائها ومواقفها من الحياة والمجتمع.

 

هذا يعني أن الكتابة عند وولف لم تكن مجرد ترف تمارسه امرأة من العائلات الميسورة، أو مجرد طريقة للتباهي أو قتل الوقت، بل كانت وسيلة لحماية نفسها من الاضطرابات النفسية، وأيضًا لنقد المجتمع وفضح تناقضاته. بالتالي، كانت الكتابة لديها وسيلة لإثبات الذات.

 

3/ ما يحتاجه المبدع :

 

في كتابها المهم «بيت يخص المرء وحده» (4)، تستعرض فيرجينيا وولف تاريخ الكتابة عند النساء وتُسلِّط الضوء على الصعوبات التي تواجه المرأة المبدعة. كما حددت وولف شروط الإبداع في عنصرين أساسيين:

  • أولاً، توفر غرفة مستقلة، وهو ما يشير إلى ضرورة العزلة لإبعاد المرأة عن متطلبات اليومي ومنغصاته.

  • ثانيًا، توفر استقلال مادي، وهو ما يعني ضرورة الأمان الاقتصادي الذي يُغني المرأة عن أي ضغط خارجي.

 نلاحظ أن فيرجينيا وولف لم تُشِر إلى الاكتئاب قط، رغم أنه كان يرافقها منذ المراهقة؛ ويبدو أنها لم تعتبره خطراً يهددها كمبدعة، بل اكتفت بشرطين أساسيين فقط: العزلة والأمان المادي.

 

هذا يؤكد أن الاكتئاب لم يكن مُعرقِلاً لمسيرتها الأدبية ولم يكن عنصرًا مُهددًا لحياتها في ذلك الوقت.

لنفهم ملابسات الانتحار بدقة يجب أن نعود إلى المرحلة التاريخية التي كانت تعيشها فيرجينيا وولف.

 

4/ وحشية الحرب، حفلة القتل:

 

في مرحلة المجد الأدبي لفيرجينيا وولف، كان العالم يمر بفترة من التوتر الشديد، وسرعان ما اندلعت الحرب العالمية الأولى في الثامن والعشرين من جويلية عام 1914، مُخلفةً ملايين القتلى من جنسيات مختلفة ودماراً هائلاً شمل العديد من الدول. بعد انتهاء الحرب، ساد اعتقاد بأن الهدوء سيعود وأنه من المستبعد تكرار مثل هذه الحرب. إلا أن الصدمة خيّمت على الجميع بإعلان نشوب الحرب العالمية الثانية في الأول من سبتمبر باحتلال ألمانيا لبولندا. شاركت في هذه الحرب دول بارزة مثل ألمانيا واليابان والاتحاد السوفيتي وبريطانيا، حيث كانت وولف تعيش مع عائلتها.

 

تُعَد سنة 1941 - وهي السنة التي أَنهت فيها وولف حياتها - من أشرس سنوات الحرب وأكثرها دموية؛ إذ وقع الهجوم الياباني المباغت على قاعدة بيرل هاربور الأمريكية، مما أدى إلى إعلان الولايات المتحدة الأمريكية دخولها الرسمي في الحرب، الأمر الذي زاد من عنفها وتدميرها. في العام نفسه، بدأت ألمانيا احتلال الاتحاد السوفيتي، واستمر أيضا تصاعد الهولوكوست وانتشار عمليات الإبادة الجماعية لليهود، مما أحدث صدمات وانهيارات نفسية عنيفة للكثيرين، خاصة لليهود، وزوج فيرجينيا وولف كان يهودياً.

في تلك السنة، دُمر منزل عائلة وولف بقنبلة، فاضطرت العائلة لنقل ما تبقى من أثاثها ووثائقها المهمة إلى أحد المنازل الريفية. كما فقدت العائلة العديد من الأقارب والأصدقاء المُقرّبين في الحرب، وهو ما ساهم في تتابع الانهيارات النفسية لدى فيرجينيا وولف. عاشت العائلة رعباً حقيقياً من إمكانية غزو ألمانيا لإنقلترا، والذي كان يعني تصفية اليهود وتعرّضهم للإبادة. وبحكم أن زوج فيرجينيا وولف يهودي، اتفق الزوجان على الانتحار معاً باستخدام الغاز إذا دخل النازيون إنقلترا (5). يتضح أن قرار الانتحار المتبادل هذا كان مدفوعًا بوطأة الحرب المدمرة، والقنابل المتفجرة، وحملات الإبادة الرهيبة، مما عنى للزوجين فقدان الشغف بالحياة التي غدت بلا معنى.

في خضم هذا الوضع المضطرب، حيث لا يكاد يتوقف أزيز الرصاص تنتقل التفجيرات الهائلة من ساحات القتال إلى المدن المأهولة بالسُكان، كانت أعداد القتلى تتزايد والموت العنيف يهدد الجميع.

 

5/ عَدوى المرض اللّعين:


تقول وولف في الرسالة التي تركتها لزوجها قبيل انتحارها «لا أظن أنه من المعقول لاثنين أن يصبحا أسعد منا، حتى أصابني هذا المرض اللعين» (6). نستنتج أنها كانت تعيش حياة سعيدة مع زوجها، وأن الاكتئاب الذي رافقها منذ المراهقة لم يُنغّص عليها حياتها أو يُبعدها عن الكتابة أو يعرقل مسيرتها الأدبية، كان شغفها بالحياة هو الذي يدفعها لتعيش بانسجام مع زوجها وتكتب الروايات وتحاضر في أهم المراكز الجامعية حتى داهمتهم الحرب وأصابها «المرض اللعين».

ما هو المرض اللعين الذي تشير إليه فيرجينيا وولف في رسالتها الأخيرة؟

 

هنا، لا بد من الإشارة إلى بروز "صدمة القذائف" التي كانت ناتجة عن الانفجارات المستمرة التي تؤثر مباشرة على الدماغ، فتتلف الذاكرة وتُربك الأجهزة العصبية وتُخلِّف حالة من الانهيار. لم يكن الجنود فقط ضحايا "صدمة القذائف"، بل شملت أيضًا الأشخاص العاديين نتيجة للقصف المدمر ومشاهد العنف وفقدان الأحبة، وسيكون الوضع أكثر مأساوية على الأشخاص المرهفين الذين يتميزون بهشاشة نفسية وهو حال فيرجينيا وولف. هذا يوصلنا للحديث عن اضطرابات ما بعد الصدمة، التي أدت إلى ارتفاع ملحوظ في معدلات الانتحار خلال الحربين العالميتين، خاصة الثانية؛ حيث أقدم الكثيرون على الانتحار خوفًا من التعذيب أو الانتقام، وتشير الدراسات إلى أن عائلات بأكملها انتحرت في "أوروبا".

 

لذا، يجب أن ندرك حجم الرعب الذي عاشه العالم وحالة الفزع التي عانت منها عائلة وولف، لنفهم الأزمة النفسية الحادة التي انتابت وولف مع كل مرة ترى فيها الحرب تُفجّر قنابلها حولها وتقطف أرواح العديد من المقربين والأصدقاء.

من أقسى الأحداث التي هزت فرجينيا وولف مقتل صديق العائلة لايتو استراشي؛ حيث ذهبت مع زوجها لمواساة حبيبته دُورا التي بدت في حالة صدمة وانهيار تام. وعدتها فرجينيا وزوجها بزيارتها مرة أخرى لشد أزرها، لكن في صباح اليوم التالي، أطلقت دُورا النار على نفسها وانتحرت، وكانت هذه إحدى الصدمات القاسية التي أثرت بعمق في فرجينيا وولف.

يعكس انتحار صديقتها دُورا تصاعد حالات الانهيار النفسي وارتفاع معدلات الانتحار في المجتمع.

 

لقد غيّرت أهوال الحرب العالم وحطمت الدول وأرعبت الجميع. لم تعد فرجينيا تستطيع العيش بهدوء والكتابة؛ فقد كانت تعيش حالة نفسية مريعة، كان شعورها بالوحدة يتفاقم مع كل شخص من محيطها يُقتل أو ينتحر، مما أيقظ لديها مشاعر الإحباط واليأس بشدة. فقدت فرجينيا شغفها بالحياة تمامًا، ولم تعد قادرة على مقاومة الاكتئاب، وشعرت بصفتها مبدعة بالفشل في تأسيس عالم أفضل، مما ألقى بها في دوامة من الفراغ. وهكذا، أججت الحرب الاكتئاب الذي يُعشّش في أعماقها وأخذتها إلى طريق مسدود.

 

6/ عندما يتلاشى معنى الحياة:

 

يشير عالم النفس الأمريكي توماس جوينز في مقاربته العلمية لظاهرة المنتحرين (7) إلى وجود عنصرين أساسيين يتعلقان بالمنتحر:

 

  • العنصر الأول: هو "الانتماء المُحبَط"، وهو شعور المنتحر بأنه وحيد تمامًا ومعزول، وأنه لا شيء يربطه بمن حوله؛ أي فقدان كل ترابط عائلي أو اجتماعي بالآخرين، مما يجعله يعيش نوعًا من الاغتراب الداخلي الحاد.

  • والعنصر الثاني: هو الإحساس بأن الحياة بلا معنى، وأن حياته نفسها بلا قيمة ولا جدوى منها، مما يعني أنه تحول إلى عبء على الآخرين وأن في موته خلاصًا له وراحة لغيره.

 

أ- الوحدة القاتلة: 

نفهم أن الحرب هي التي أنتجت ظاهرة الانهيارات النفسية التي أخذت في الانتشار، والتي جعلت الناس يشعرون بالعجز وتُعمِّق إحساسهم بالوحدة وفقدان كل الروابط الإنسانية التي تشد الإنسان إلى الحياة. وهكذا كان حال فرجينيا وولف، التي بدأت تشعر بالعجز، مما أفقدها معنى الحياة. ويمكن العثور على كل هذا في روايتها قبل الأخيرة وعنوانها "السنوات" (8)، التي تتناول فيها قصة ثلاثة أجيال من عائلة بارغيتر، تغوص في شخصيات أفراد العائلة لنكتشف الروابط الهَشة التي تجعلهم يعيشون الجفاف العاطفي والوِحدة، وهنا يتوفر الشرط الأول الذي أشار إليه عالم النفس توماس جوينز، وهو الإحساس بالوحدة، وكأنّ وولف، وهي تُفكّك شخصيات عائلة بارغيتر، كانت تُفكّك الشخصيات المحيطة بها، كاشفةً النفاق الذي يعتري علاقاتهم، ويجعلهم أفرادًا معزولين في حالة من الوهن النفسي والتفتت الاجتماعي.

 

ب- فقدان المعنى: 

في روايتها الأخيرة التي كتبتها فرجينيا وولف وعنوانها "بين الفصول" (9)، والتي تناولت فيها حياة عائلة إنقليزية قدمت عرضًا مسرحيًا يحتوي على شخصيات متناقضة تعيش صراعات مختلفة، تختلي الآنسة لاتروب بنفسها - وهي شخصية رئيسية في الرواية - بعد نهاية العرض، وتجلس في حانة صغيرة. لم تكن تقوم بتقييم العرض المسرحي الذي تراه فاشلاً، بل كانت تُقيّم حياتها هي داخل عائلة مضطربة، وانتهت إلى مجموعة من الاستنتاجات تركت أثرًا سيئًا فيها؛ من ذلك أن العائلة فاشلة لعدم انسجامها وتوافقها، وهذا ما جعل الانشقاقات تتمدّد فيها، وجعل العرض المسرحي الذي أُقيم في المنزل فاشلاً بدوره.

 

عندما كانت الآنسة لاتروب في الرواية تقوم بتقييم الوضع العائلي والعرض المسرحي وإقرارها بفشلهما، كانت في الحقيقة فيرجينا وولف هي التي تُقيّم حياتها في ظل مجتمع مُتهالكٍ فشل في الحفاظ على تماسكه. كما تعترف بتقييمها للعالم على أنه عنيف ومتوحش أخفق في صون القيم الإنسانية. وتبدو تلك العائلة وكأنها إشارة للمجتمع الإنقليزي الذي رأت وولف أنه مجتمع متناقض، يجمع - دون انسجام - بين المحافظة والتحرر، ويدّعي التنوير مع الحفاظ على وعي ذكوري. هذا المجتمع، الذي سادته الاضطرابات السياسية والانهيارات النفسية، انتهى إلى الفشل في مواجهة الحرب. أما العرض المسرحي في الرواية، فلم يكن سوى إشارة إلى الحرب بوصفها حفلة للقتل المجاني، وفشل العرض المسرحي يعني فشل العالم في المحافظة على القيم الإنسانية التي تنادي بها الفلسفة والآداب والفنون.

 وقد شعر المبدعون جراء ذلك بأنهم قِلة معزولة لا تأثير لها ولا قيمة، وهنا تفقد الحياة كل معانيها، وهذا ما كان عليه حال فيرجينيا وولف. لذلك، في روايتها الأخيرة، لم نكن نواجه الآنسة لاتروب وهي تجلد ذاتها، بل كنا نواجه فيرجينيا وولف التي كانت تنعي مجتمعها وتدين العالم من حولها.

 

إذن في روايتها "السنوات" يتعمق إحساس وولف بالوحدة، وفي روايتها "الفصول" يزداد إحساسها بالعجز والضآلة، وستُجبر على الانسحاب من الحياة. وهكذا توافر العنصران اللذان تحدث عنهما عالم النفس جوينز، وهما الشعور بالوحدة وفقدان القيمة، وهذا ما دفع وولف إلى وضع الحجارة في جيوب معطفها الطويل والنزول إلى النهر، حيث لم تخرج حتى عثر عليها الغواصون لاحقًا جثة هامدة.

 

7/ في براءة الاكتئاب:


تمكّنت فرجينيا وولف بمهارة إبداعية من ترويض الاكتئاب وجعلته مادة للكتابة، مما يشير إلى تمسّكها الشديد بالحياة. كان من الممكن أن يستمر الاكتئاب وتستمر في الكتابة، فالكآبة حالة نفسية مُربكة تصاحب معظم الروائيين، إلا أن قِلة منهم اختارت الانتحار عندما واجهت ويلات أشد لا تأتي بها إلا الحروب وما يشبهها. هذا ما حدث مع إرنست هيمنغواي الحائز على جائزة نوبل للآداب، والذي اكتشف العالم بعد خمسين عامًا من انتحاره أنه لم يقدم على هذا الفعل إلا نتيجة ملاحقة عملاء المخابرات الأمريكية التي أرهقته نفسياً وجسدياً، مما أدخله في نوبات من الإنهيار النفسي دفعته إلى حافة الجنون، وبالتالي إلى الإنتحار (10).

 

نفس الأمر حدث مع الروائي النمساوي الكبير ستيفان زفايغ الذي انتحر سنة 1942 مع زوجته بتناول حبوب منوّمة وترك رسالة يشرح فيها أن سبب انتحاره هو تأثره الشديد بأهوال الحرب العالمية الثانية وانهيار القيم الإنسانية، مما دفعه إلى اليأس من الحياة. قال زفايغ في رسالته "من بين جميع خسائرنا فهذه هي الخسارة الأكثر تأثيرًا بالنسبة لي على الإطلاق لم نعد نشعر بسعادة حقيقية، (...) نحن استسلمنا مع الأسف، وتَعَودنا على شكل الحياة المليئة بالرعب والعزلة والغموض المصُاحب للحرب" (11).

 

وينطبق الأمر ذاته على الشاعر اللبناني خليل حاوي، الذي يُعَد من أهم المجددين في الشعر العربي، وكان في طليعة المثقفين الذين يحلمون بالنهضة العربية والحرّية لجميع الشعوب. لكن الهزائم المتتالية حطمت أحلامه، وكان الغزو الإسرائيلي للجنوب اللبناني عام 1982 بمثابة الضربة القاضية، إذ قادته إلى حالة من الانهيار النفسي الشديد دفعته إلى إنهاء حياته المليئة بالإنجازات الأدبية والقصائد الجميلة والمواقف الإنسانية اللافتة. ولذلك، وكما قال بول شاوول "لم يبق لخليل حاوي "شاعر الهزائم العربية" عنده شيء ليقوله، فسلّم رأسه برصاصة من بندقيته وحسم الأمر"(12).

 

على الرغم من أن الاكتئاب كان ملازماً لحياة فرجينيا وولف كحالة نفسية مُتأزّمة، واستمرت معها في الكتابة، إلا أن أهوال الحرب هي التي سلبتها منطقة الأمان، وسحبت منها الحياة المُرفهة، والسعادة الزوجية، مما أفقدها معنى الحياة وقادها إلى نقطة اللاعودة. إن قرار الانتحار لا يُتخذ فجأة؛ ولهذا، لم تعد فرجينيا وولف قادرة على تحمّل أهوال الحرب وفوضى العالم. لم يعد بمقدورها العيش وسط القنابل والتفجيرات والقتل المستباح الذي حصد، وفقاً للإحصائيات المعلنة، ما بين 50 و85 مليون شخص حول العالم (13)، فضلاً عن تحوّل آلاف المدن إلى خراب. في ظل تلك الظروف، لم تعد الحياة ذات قيمة والكتابة مُجدية، وهذا ما دفعها إلى حافة الجنون.

 

8/ في إدانة الحرب:

 

أعتقد أن أهوال الحرب هي التي دفعت فيرجينيا وولف إلى نوبات من الانهيارات النفسية الحادة، حتى أصبحت على حافة الجنون، لذلك كانت مُرغمة على الانتحار أي أنها لم  تختره عن وعي تام، بل انقادت إليه مستسلمة و خائرة القوى. يمكننا العودة إلى رسالتها الأخيرة التي كتبتها لزوجها لنشعر بهشاشتها الفادحة التي جعلتها تعتذر منه عن قرار اضطرت إليه. تقول وولف مخاطبة زوجها: «أيها العزيز، لقد عُدتُ إلى الجنون مرة أخرى، ولا أظن أن بإمكاننا النجاة من تلك الأوقات السيئة». نلاحظ أنها تتحدث بصيغة الجمع، مما يعني أن الأوقات العصيبة التي فرضتها الحرب جعلت النجاة مستحيلة لها ولزوجها معاً وللجميع. 

في رسالتها الموجزة (14) التي لم تتجاوز صفحة واحدة، أشارت فيرجينيا وولف إلى مفردة "السعادة" أربع مرات (happiness / happier) لنؤكد بشكل قاطع أن الاكتئاب في ذاته لم يعكّر صفو حياتها ولم يمنعها من عيش حياة جميلة، وامتلاك زوج ودود وسعادة ممكنة.

 

لكل ذلك، يجب توجيه اصبع الاتهام ليس للاكتئاب، بل للحرب التي، عندما داهمت بأهوالها، أرعبت الناس و نشرت بينهم الخوف و اليأس ورفعت نِسب الانتحار في الكثير من المجتمعات، الحرب هي التي هيّجت الاكتئاب وأسرعت به إلى نقطة اللاعودة، محوّلة إياه من مجرد تقلّبات مزاجية إلى ما يشبه الجنون.

كتبت فيرجينيا وولف رسالة لزوجها تعترف فيها بأنها كانت امرأة ناجحة وزوجة سعيدة، لكنها لم تعد تملك القدرة على تحمّل الفراغ الذي باتت تشعر به، أي فقدت الشغف الذي كان يجعلها تعيش حياتها كما يليق بها و تكتب. لذلك في يوم 28 مارس 1941 تركت مخطوط روايتها مُلقى في درج مكتبها، واتجهت بخطى ثابتة نحو نهر أووز القريب من بيتها، ومنها لم تعد.


  


 

الإحالات:

 

(1) كتاب "جيوب مثقلة بالحجارة ورواية لم تترجم بعد" تأليف فيرجينيا وولف، ترجمة وتقديم فاطمة ناعوت نشر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر طبعة أولى / 2004

(2) ادوارد مونش: (1863 - 1944) المنصة الالكترونية ارشيف الفن، دليلك للفنون البصرية

(3) رواية "السيدة دالاوي" لفيريجينيا وولف ص 200، ترجمة عطا عبد الوهاب نشر المؤسسة العربية للدراسات والنشر / لبنان طبعة ثانية سنة 1998

(4) فيرجينيا وولف غرفة تخصّ المرء وحده" ترجمة سُمية رمضان عن مكتبة مدبولي مصر الطبعة الأولى 2009.

(5)و

(6) كتاب "جيوب مثقلة بالحجارة ورواية لم تترجم بعد" تأليف فيرجينيا وولف، ترجمة وتقديم فاطمة ناعوت نشر عن المجلس الأعلى للثقافة بمصر طبعة أولى / 2004

(7) من مقال للكاتب اليمني محمد المياحي: محاولة في فهم الانتحار

في موقع "بلقيس" بتاريخ 21.6.2021

(8) رواية "السنوات" كتبتها وولف وكانت آخر رواية تنشرها سنة 1937 وهي على قيد الحياة.

(9)  رواية "بين الفصول" وفي ترجمة أخرى "بين الأفعال" كتبتها وولف و نشرت في سنة 1941 أي بعد وفاتها بقليل.

(10) مقال للصحفية   Clementine Boulardبعنوان :Ernest Hemnigway suicidé par le FBI ?

  في صحيفة liberation بتاريخ 13 جويلية 2011

(11) رسائل ستيفان زفايغ (خطابات ستيفان زفايغ وزوجته لوت خلال الحرب العالمية الثانية) ترجمة وتقديم ميسرة صلاح الدين عن دار بيت الياسمين للنشر والتوزيع/ مصر طبعة أولى سنة 1920.

(12) بول شاوول في مقالة بعنوان "خليل حاوي شاعر التراجيديا العربية" في موقع "المجلة" بتاريخ 15 فيفري 2024

(13) مقال لأحمد محمد فال بعنوان "في ذكراها الـ 80 الحرب العالمية الثانية مأساة التاريخ المعاصر الأكثر دموية" في موقع "الجزيرة" بتاريخ 8 ماي 2025 

(14) الرسالة من مقالة بعنوان Virginia Woolf’s Last Letter to Her Husband

لصاحبه Erik Rittenberry

بموقع Medium بتاريخ 25 مارس 2025

Next Event

RSVP Closed
0 DAYS TO THE EVENT
May 27, 2025, 3:00 PM GMT
Palais Ksar Said - Le Bardo
bottom of page